Wednesday, December 9, 2015

جامع ام الطبول في بغداد

وكان يسمى بجامع أم الطبول وأفتتح عام 1388 هـ/1968م، في بغداد على أطراف منطقة اليرموك بأتجاه مدينة البياع. وبني الجامع في حي أم الطبول وهو نسخة طبق الأصل من جامع صلاح الدين الأيوبي في مصر من حيث الزخرفة وفن العمارة وحجم البناء. وهو الجامع الاقرب للخط السريع المؤدي إلى مطار بغداد الدولي.
وكان حي أم الطبول قبل بناءه يستخدم ميدانا للرمي تستعمله القوات المسلحة العراقية، وفي عام 1959م، أعدم رئيس وزراء العراق السابق عبد الكريم قاسم مجموعة من الضباط ومنهم ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري ورفاقهم وذلك في صباح يوم 20 ايلول 1959 في هذه المنطقة، وتم تسميتهم بالضباط الأحرار، وكان لهذا الحدث الأثر المؤلم في قلوب ونفوس الناس فاهتزت له المشاعر وقال الأستاذ عدنان الراوي الموصلي قصيدة ألقيت من إذاعة صوت العرب على رثاء الضباط الأحرار بأبيات منها الآتي:
وبكل شبر نقمت شمائلهم تستنفد أم الطبول غدا نقيم عليكم ركن المسجد
وبعد حركة 8 شباط 1963 والإطاحة بنظام عبد الكريم قاسم وجماعته، قررت الجمهورية إنشاء جامع فخم يخلد ذكرى هؤلاء الضباط وفعلا بدء ببناء الجامع سنة 1966م، وأنجز سنة 1968م، وهو في غاية الروعة والجمال والفخامة وقد شيد على غرار جامع صلاح الدين الأيوبي في مصر وبشكل أكبر كما نقلت رفات الضباط الأحرار من مقبرة الغزالي إلى مقبرة جامع أم الطبول.
قرر مجلس الوزراء العراقي بجلسته المنعقدة في 1 أيلول 1963 رقم 67 تخويل وزير البلديات يومئذ محمود شيت خطاب صلاحية إعداد التصاميم وعرضها على مجلس الوزراء وتأليف لجنة برئاسة وزير البلديات وممثل عن وزارة الدفاع والإسكان والصحة والتربية والتعليم والأوقاف للإشراف على التنفيذ وتتحمل وزارة الأوقاف نفقات المشروع، وقد شكلت لجنة للإشراف على المشروع وبناء الجامع وتتألف من:
اللواء حمودي مهدي رئيس أركان الجيش العراقي.
اللواء عبد القادر ياسين العاني المعاون الإداري لرئيس أركان الجيش.
السيد سامي باش عالم مدير الأوقاف.
وبعد إحالة السيد عبد القادر ياسين العاني إلى التقاعد صار في لجنة الإشراف السيد محمد مجيد الشوك معاون رئيس أركان الجيش السابق وبعد إحالته إلى التقاعد صار مكانه السيد صادق عبد الله معاون رئيس أركان الجيش وساهم جماعة من الإشراف على تنفيذ مشروع الجامع منهم الأستاذ مصلح النقشبندي وزير الأوقاف السابق والأستاذ عبد اللطيف ياسين المعاون الإداري لرئيس ديوان الأوقاف السابق والأستاذ عبد الرزاق العاني المعاون القانوني لرئيس ديوان الوقف، وجماعة من مهندسي مديرية الأشغال العسكرية.
ولهذا الغرض أستقدم المهندس عبد السلام أحمد وكيل الإدارة العامة في الأقسام الهندسية في وزارة الأوقاف في مصر وتم تصميم الجامع على غرار جامع صلاح الدين في مصر وبشكل أوسع ورسم خرائطه الرسام (ارشام جورج).
ووضع الحجر الأساس في يوم 16 تموز 1964 وبعد ذلك وضع بالمناقصة العلنية وقد فاز بالمناقصة المهندس عدنان يوسف القدسي.
وعندما زار أمير دولة الكويت عبد الله السالم الصباح العراق في عام 1964 تبرع بمائة ألف دينار إلى شهداء ثورة رمضان (حركة 8 شباط 1963) ولكن المبلغ أعطى إلى المجامع واستكملت باقي المبالغ البالغة ستة مائة ألف دينار وتم افتتاح الجامع في 20 أيلول 1968م، وهو كبير البنيان وتحيط به الحدائق حيث يحد الجامع من جهة القبلة شارع مطار بغداد الدولي وحي العامل وحي البياع ومن الشرق شارع بغداد إلى الحلة وحي القادسية ومن الغرب ومن الشمال حي اليرموك، والباب الرئيسي يقع أمام حي القادسية. وفي مدخل الجامع توجد نافورة مياه تحيط بها الحدائق وعلى جانبها الشارع مبلط إلى داخل الحرم.
وحرم الجامع مرتفع عن الأرض قرابة متر ونصف، وله سلم عريض من الرخام الأبيض وأمام الباب طارمة تزينها الأعمدة الرخامية والثريا الفاخرة وقد كتب على الحجر آيات من القرآن من سورة يس كما كتب داخل الحرم آيات من سورة الرحمن وآية الكرسي وهي بخط الخطاط المبدع هاشم محمد البغدادي عام 1388 هـ/1968م.
أما الحرم فهو مستطيل حيث يبلغ طوله حوالي 100 متر وعرضه حوالي 50 متر ويتوسط المسجد 98 عمود من الرخام الأبيض النادر وبين الأعمدة علقت الثريا الفخمة وفي السقف نقوش وكتابات بديعة نقشت بأيدي عمال من مصر ماهرين في هذا الفن .
وللحرم محراب بديع كما إن له منبر من الصاج الفاخر صنع في مصر وفي الطابق الأعلى يوجد مصلى للنساء، كما يوجد غرف وقاعات عديدة وكبيرة كما يوجد مصلى صيفي خلف الحرم وغرف للإمام والخطيب، وفيه ثلاث أبواب خارجية ويوجد فوق الباب الرئيسي منارتان كبيرتان طول الواحدة منها 40 مترا كما توجد قبة فوق المسجد مبنية بالرخام الأبيض وبجانب القبة الكبيرة قبتان صغيرتان، ويوجد خلف الحرم مكان الوضوء والمرافق، ويوجد غربي الجامع ثلاث بيوت لموظفي الجامع وبالقرب من هذه المساكن توجد المقبرة التي دفن فيها شهداء أم الطبول، والتي من أجلهم بني هذا الجامع ويدار الجامع من قبل ديوان الوقف السني وتعرض الجامع بعد سقوط النظام إلى عدة هجمات ومداهمات من قبل القوات المحتلة، مما أدى إلى غلق المسجد لفترة معينة وتحويله إلى ثكنة عسكرية، وتم تغيير أسمه بعد غزو العراق في عام 2003م، بأسم جامع إبن تيمية، وتقام فيه صلاة الجمعة والعيدين والصلوات الخمس.
وفي 23 شباط من عام 2006م، جرى الهجوم على الجامع من قبل المليشيات الطائفية بعد تفجير ضريح العسكريين 2006، حيث تعرض الجامع إلى أعمال عنف لم تلحق اضرار مادية بالمسجد.



No comments:

Post a Comment