Wednesday, February 17, 2016

منطقة الصدرية في بغداد




عرفت محلة الصدرية بهذا الاسم نسبة الى دفينها الشيخ صدر الدين محمد بن محمد الهروي‘ المدرس في المدرسة البشيرية والمتوفى سنة 677 للهجرة بدلالة رخامة وجدت عند قبره . من معالم محلة الصدرية : من ابرز معالم محلة الصدرية جامع سراج الدين ، وكان فيه مدرسة يدرس فيها العلوم العقلية والنقلية ولهذا الجامع رواق رائع البناء وامام ذلك الرواق ساحة صغيرة تضم ضريح الشيخ سراج الدين .

واول عمارة معروفة له جرت سنة 1131 للهجرة بأمر والي بغداد الوزير حسن باشا . وقد أنشئ عنده سقاية يصل اليها الماء عن طريق قناةعالية مبنية على العقود يرفع اليها الماء من كرد ( دولاب ) يصب عند شاطئ دجلة في شريعة السيد سلطان علي . ومازال الجامع عامراَ وأعيد بناؤه على هيأة ٍ جديدةٍ في سبعينيات القرن الماضي والسنوات اللاحقة .
* القراء والمقرؤون المجودون : من اشهر هؤلاء في محلة الصدرية وسراج الدين في العهد العثماني :

 ملا خليل المظفر :

تخرج على ملا احمد الافغاني وعلى الحاج محمد كنبار وكان شجي الصوت ، متقن الاداء . يدرس علم التجويد في جامع حسين باشا . وله وظيفة امام جامع الشيخ سراج الدين . توفي سنة 1309 للهجرة /1890 م

ايام الوالي حسن باشا ودفن في جامع الشيخ سراج الدين في محلة الصدرية

ـ الشيخ عبد السلام :

كان اماماَ وخطيباَ في جامع الشيخ سراج الدين . وكان حافظاَ للقرآن الكريم .وقد تخرج على الملا خليل المظفر وتوفي سنة 1355 للهجرة بعد احتلال بغداد من قبل الجيوش البريطانية. ودفن في جامع سراج الدين .

ـ الحاج محي الدين مكي :

كان اماماَ لمسجد الشيخ صدر الدين ،وقد تخزج على الملا عمر الخضيري ، والشيخ عبد السلام . توفي سنة 1362 للهجرة ،بعد دخول الانكليزلبغداد

*شخصيات من محلة الصدرية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ الاستاذ محمود فهمي درويش : من البيت المعروف بآل عبد العزيز .

ولد في محلة الصدرية سنة 1905 للميلاد وتلقى علومه في المكتب العثماني .واتم دراسته في دار المعلمين الراقية سنة 1926 للميلاد . كما درس الصيدلة واجازت له الحكومة انشاء اول مختبر كيمياوي وهو ( مختبر ابن سينا ) وكان يلقي محاضرات في العلوم الطبيعية في منتدى التهذيب ونادي الاصلاح .كما نال اجازة بعلوم اللغة واخرى بعلوم الفلك وكان خطيباَ مرتجلاَ بليغ العبارة ، بارع في الادب واللغة والتاريخ .وتولى ادارة المدرسة الحسينية عام 1829 للميلاد في محلة الدهانة .

ـ الدكتور خالد الجادر : ولد في محلة الصدرية عام 1924 للميلاد

تخزج من معهد الفنون الجميلة عام 1946 م

نال شهادة الليسانس من كلية الحقوق عام 1947 م

حصل على الدكتوراه في الاداب من جامعة ليل بفرسا

حصل على الجائزة الاولى من اكاديمية الفنون العليا بباريس

اشترك في معارض عراقية وعالمية ، له مؤلفات باللغة الفرنسية .

شغل منصب عميد معهد الفنون الجميلة عام 1960 م

ـ الحاج مومن : هو الحاج مومن ابن الحاج محمد ابن رشيد ،اشهر مجبرجي في محلة الصدرية ، توارث هذه المهنة من ابيه وتوراثها اولاده عنه وهو من الكرد الفيليين.

* اشهر الملالي في الصدريه :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ الملا حسن ابو عيدان ، وهو من الكرد الفيليين في المحلة .

ـ الملايه بهيه ، في دربونة العطار بالصدرية ايضاَ .

ـ الملايه زهره ،في محلة سراج الدين .

* جولة في المحلة : اذا اردنا التجوال في محلة الصدرية وسراج الدين نبدأ من رحبةٍ واسعةٍ في نهاية السوق ….هذه الرحبة كانت تسمى علاوي الحبوب .

( كانت بغداد في العهد الغابرلا تعرف السوق السوداءوهي بعيدة عن الغلاء والتلاعب بالاسعار …وتكون الامطاروحدهاكافية لانتاج محاصيل الحبوب التي من انواعها : الحنطه الداووديه وحنطة القنطره والحنطة التي تسمى عراكيه ،ومن اشهر اصحاب محال بيع الحبوب في هذه الرحبة : المرحوم احمد جمعه البياتي ،وهو والد الشاعر العراقي الكبيرعبد الوهاب البياتي.

وقد كان محله في هذا المكان الذي يشغله الآن مطعم للباجة

ـ وفي مكان قريب من سوق الصدرية ،ما عاد له من اثر في الوقت الحاضر،كان ثمة خان يسمى خان اللآوند ، يباع فيه الملح .

* كهوة النبكه :

ـــــــــــــــــــــــــ

ـ كانت في محلة الصدرية ايام زمان مقهى تعرف بكهوة النبكه …

وكانت تلك المقهى خاصة بهواة مهارشة الديكه اومكاسرة الديكه ، وقد توارثها البغداديون جيلاَ بعد جيل ، وهذه الهواية معروفة في بغداد منذ القرن الخامس للهجرة ،ويتباهى الكسارون بنوعين من الديكة هما : الهراتي والعربي او العراكي .

* مطاعم الكباب وبائعات الخبز والقيمر:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ عند الباب الخلفي لجامع سراج الدين وفي داخل سوق الصدرية ، انتشرت

اشهر مطاعم الكباب لقرب هذه المطاعم من القصابين .. ترى هل بقي منهم احد ؟

ـ هنا كانت بائعات الخبز يفترشن وسط السوق كل صباح ، كذلك بائعات القيمر والروبه القادمات من دربونة في المحلة تسمى دربونة المعدان .

* دكاكين جلي الاواني والطشوت والاباريق :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ وفي دربونة الكبي والآتون(اي الموقد ) كانت هناك بعض الدكاكين التي تختص بجلي وتبيض وتفضيض الاواني والقدور والطشوت والاباريق واللكن البغدادي .. وفي ذلك قالت البغدادية النادبة لحظها :

سوده عليّه ما خذت حمادي …. ابريك فضي واللكن بغدادي !

* سوق البزازين :

ـــــــــــــــــــــــــــ

ـ بأمتداد السوق الملاصق لجامع سراج الدين كانت محال بيع الاقمشة بانواعها ويسمى سوق البزازين ( جمع بزاز )، وثمة دكاكين اخرى لصاغة الذهب والفضة

الجولة مستمرة :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ـ اذا استمر مسيرنا نحو بوابة سوق الصدرية ، سنمر بدربونة تختص بصناعة الطرشي ….

ان صناعة الطرشي والمخللات لازالت قائمة في مختلف مدن العراق ،

ولمحلة الصدريةحصتها في صناعة اجود انواع الطرشي والمخللات .

ـ وقبالة دربونة الطرشي كانت فيما مضى من الزمن عدة حوانيت لعطارين

معروفين …. يحكى ان لمطرب المقامات المشهور محمد العاشق واحدة من

هذه الدكاطين .فقد كان العاشق من شخصيات هذه المحلة العريقة .

*سينما الفردوس الصيفي :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ بالقرب من سوق الصدرية كان موقع سينما الفردوس الصيفي ، كانت هذه الدار تعرض في امسيات صيفية جميلة اجمل الافلام العربية كأفلام فريد الاطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وانور وجدي وليلى مراد واسماعيل ياسين ….

* حمام السيد :

ــــــــــــــــــــــــــ

ـ الى الجوار من دكاكين العطارين باب حديدي وجدار من الطابوق يسور جزءاَ من مرآب الفردوس او سينما الفردوس الصيفي سابقاَ…. ها هنا … كان ذلك الحمام المشهور….. حمام السيد !

تنزل اليه بثلاث بايات اذ كان يقع في ارضٍ منخفضةٍ ….

وحمامات بغداد ايام زمان عبارة عن دهاليز مظلمة .ماؤها حار لا يستطيع المستحم بها البقاء اكثر من نصف ساعة ، فيخرج منها متضايقاَ ، بل كان عدد منهم يغمى عليه من شدة الحر. وفي هذاقال الشاعر :

وحمام دخلـتــــــــه صباحا دخول ذوي الجرائم للجحيم

غسلت الجسم فيه بماء طهرٍ فكان جحيـمـه عيـن النعيـــم

* فرق كرة القدم :

ــــــــــــــــــــــــــ

كانت المقاهي المنتشرة في اطراف الصدرية ، مقرات لرياضي الفرق الشعبية ..مثل مقهى غازي ابو طويره ، الذي كان مقراَ لأشهر الفرق الشعبية بكرة القدم ، كفريق العاصفة وشباب الطليعة وانوار الطليعة ، وكانت هذه الفرق تضم لاعبين من المنتخب العراقي في ستينيات القرن الماضي ، اما مباريتها فكانت تقام على ملعب العوينة الشعبي وبحضور جماهيري مكثف

* ختام الجولة :

ــــــــــــــــــ

ـ وخارج بوابة سوق الصدرية حيث الشارع الموصل بين شارعي الجمهورية والكفاح ،تنتشر اعداداَ مكثفةَ من المحال المختلفة : منها مطاعم

واكشاك لبيع الفواكه والخضروات وبسطيات لبيع الالبان والجبن والبيض

والمرطبات والمعلبات وافران للصمون والكعك والحلويات وصالونات حلاقة … خليط عجيب وغريب وكلً ينادي لبضاعته وسط ذلك الضجيج .

No comments:

Post a Comment