Wednesday, January 27, 2016

نصب الحرية (العراق)




عباره عن سجل مُصور صاغه الفنان جواد سليم عن طريق الرموز أراد من خلالها سرد أحداث رافقت تاريخ العراق مزج خلالها بين القديم والحداثه حيث تخلل النصب الفنون والنقوش البابلية والآشورية والسومرية القديمة إضافة إلى رواية أحداث ثورة تموز 1958 ودورها واثرها على الشعب العراقي وكثير من الموضوعات التي استلهمها من قلب العراق ولعل أهم ما يجذب الشخص عندما يطالع النصب للوهله الأولى هو الجندي الذي يكسر قضبان السجن الذي يتوسط النصب لما فيه من قوه واصرار ونقطة تحول تنقل قصة النصب من مرحلة الاضطراب والغضب والمعاناة إلى السلام والازدهار .

النصب يحتوي على 14 قطعه من المصبوبات البرونزيه المنفصله, وبعد أن كانت الحركة مضطربه يمين النصب ، فانها ومع التحرك نحو اليسار تنتظم وتصبح نابضه بالعزيمه والإصرار بصورة إنسان يتقدم بصوره واسعه إلى الامام وبعدها ترتفع اللافتات والرايات الجديدة في السماء. بعد ذلك يطالعنا رمز البراءه والامل على هيئة طفل صغير يشير إلى بداية الطريق. تطالعنا بعدها امرأه مشحونه بالانفعال والغضب والحزن ، ومن ثم منظر مؤثر حيث تحتضن الام ابنها الشهيد وتبكي عليه ولعل هذا الامر كثير الورود في التاريخ العراقي سواء كان القديم ام الحديث , لأن النصب برموزه الأربعة عشر والتي يمكن اختزالها إلى أثنى عشر , انما ترمز إلى شهور السنة الواحدة المشحونة بالغضب والأنفعال والحزن في العراق . تليها صورة الامومه التي تغمر الحياة الجديدة بالحب والحنان فقد تكون للثورات والمأسي ضحاياها لكنها تملك في الوقت ذاته اجيالها الجديدة لعل في ذلك التفاته جميله من الفنان لنبذ اليأس .
بعد ذلك يصل إلى الجزء الأوسط وهو الجزء الأهم في النصب حيث يشير إلى نقطة التحول حيث يتألف من ثلاثة تماثيل على اليمين يطالعنا تمثال السجين السياسي الذي تبدو الزنزانه فيه على وشك الانهيار تحت تأثير رجل مزقت ظهره السياط ، ولكن القضبان لاتنفصل في النهاية الا باصرار وقوة وجهد الجندي الذي يظهر في الوسط وذلك اعترافا باهمية دور الجيش في ثورة 14 تموز .
لهذا النصب اثره على المجتمع العراقي على مختلف الثورات والعصور فلم يتوحد العراقيين برمز يوما كما توحدوا بأتفاقهم بأن هذا النصب هو رمزا للتخلص من العبودية والظلم .
بعد ذلك تنقلب صفحة المعاناة والمأسي لتحل صفحة السلام والازدهار والحريه حيث تظهر لنا امرأة تمسك مشعلا" وهو رمز الحرية الاغريقي وتندفع نحو محررها وبعد الانفعال ياتي الهدوء فيتوقف الغضب ومواجع الثورة وتحل الراحة والسكينه في القلوب وتتحول بعدها القضبان الحديدية إلى اغصان وكذلك نهرا دجله والفرات واللذان يعتبران العمود الفقري لحضارة وادي الرافدين لم يغيبا عن النصب حيث يفسر البعض ان دجله الذي يعني اشجار النخيل والفرات بمعنى الخصب تمثلهما امرأتان احداهما تحمل سعف النخيل والأخرى حبلى وثمة فلاحان يرمزان إلى العرب والأكراد ولكن احدهما في زي سومري والثاني رداء اشوري (وهي رمزيه للشمال والجنوب العراقي قديما" وحديثا")وهما يتطلعان نحو رفيقيهما دجلة والفرات ويحملان مسحاة (مجرفة) واحده فيما بينهما تعبيرا" عن وحدة البلد الذي يعيشان في كنفه وكذلك هنالك رمز عراقي اخر وهو الثور الذي يعد رمز سومري بينما يظهر الجانب الصناعي في أقصى اليسار على هيئة عامل مفعم بالثقه.

No comments:

Post a Comment