Monday, January 25, 2016
سوق الشورجة
سوق الشورجة من اسواق بغداد القديمة والمشهورة يعود تاريخ انشائه إلى العصر العباسي المتأخر.
كان اسمه سوق الريحانين، ثم استبدل إلى سوق العطارين وأخيراً سمي سوق الشورجة.
لقد أختلف المؤرخون والباحثون في اصل تسمية الشورجة وتعددت آراؤهم، فيؤكد جلال الحنفي أن كلمة الشورجة منحدرة من كلمة فارسية شورگاه أي محل الشورة أو شورچاه (بئر المالح) إذ كانت محلة الشورجة قديما بئرا أو بركة ماء فحرّفت إلى الشورجة.
أما الباحث سالم الآلوسي فيقول إن أصل كلمة الشورجة جاءت من (الشبرج) وهو دهن السمسم إذ كانت في السوق معاصر خاصة للسمسم والاسم ينسب إلى الشبرجة أو الشرجة التي حُرفت إلى الشورجة.
وهناك رأي آخر يقول أن الشورجة هي كلمة كردية تتكون من مقطعين المقطع الأول (الشور) ويعني المالح والمقطع الثاني الـ(جه) اي مكان فتعني المكان المالح وبذلك يكون معنى الشورجة (النهر المالح) أو النهر المالح الصغير لأن لاحقة Che تستعمل للتصغير منها كلمة (باغجه) التي عي تصغير (باغ) بمعني البستان الصغير أو الحديقة. ويبدو أن من سكنه كان ينتمي إلى الكرد الفيلية الذين كانت قراهم تنتشر في شرق بغداد وكانوا يقطنون بغداد منذ بنيانها والى اليوم.
وكانت فيها معالم بارزة شاخصة للعيان تهدّم وأنقرض بعضها في فترات مختلفة من الزمن مثل خان الدجاج وحمام الشورجة وسوق التمارة وسوق الغزل وسوق العطارين وعلاوي الشورجة وخان مخزوم وبنات الحسن ومرقد الحسين بن الروح أحد السفراء الاربعة للامام المهدي وهو من علماء بغداد في القرون الماضية.
والشورجة سوق تراثية وشعبية عند البغداديين فأغلب البيوت البغدادية تجري سعياً إليها والتبضع فيها خصوصا في أيام رمضان والمناسبات والاعياد حيث تكثر الشموع والتوابل بأنواعها ومستلزمات الاعراس والافراح كافة.
وتعد المنطقة من المناطق التراثية وفي الاونة الأخيرة تعرضت بعض مبانيها القديمة للهدم مثل الخانات التراثية القديمة كخان الاغا الصغير وبعض المباني القديمة الأخرى المجاورة وقد عثر فيها على عدد من آبار الماء المالح وهذا يؤكد على ان التسمية صحيحة.
يضم سوق الشورجة عدة فروع وهي اسواق متخصصة تزيد على (19) فرعاً منها سوق الصابون وسوق التوابل وسوق القرطاسية واخر للزجاجيات والفرفوري والفافون إلى غير ذلك. وله من الخانات 13 خاناً منها خان لاله الصغير، وخان جني مراد، وسبب تسمية الخان بـ(جني مراد) هو انه عند احتراق الخان وانهيار بعض جهاته ظهر وراءها بناء فتخيل الناس ان البناء الذي ظهر هو من عمل الجن ثم خان الأمين وخان الاغا الكبير ومن الجوامع 4 جوامع منها جامع النخلة وجامع النوبجي.
اما المقاهي فقد كان هناك اثنان (مقهى المعلكة) ذلك لانها تقع على سطح إحدى العلاوي، وقهوة قدوري التي كان يرتادها قراء المقام، وفيها قرأ المقام عبد الرزاق القبانجي والد الفنان المرحوم محمد القبانجي.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment