تعتبر معركة باهيزة رقما صعبا في ذاكرة الجيوش الانكليزية الزاحفة بجيوشها
الهندية والايرلندية والاسترالية والانكليزية من البصرة صعوداً إلي بغداد
وليتوقف طويلا زحفها عند البطيحة في معركة باهيزة وليكتب ضباط الحملة
الكثير عن هذه المدينة التي كانت بالنسبة لهم خط المواصلات الرابط بين
الكوت والبصرة وبغداد ، وربما اثر هذا التوقف الطويل في سير العمليات في
هزيمة الجنرال الانكليزي طاوزند في معركة الكوت أمام جيوش الترك بقيادة
الفريق خليل باشا وليخضع هو وجيوشه إلي حصار طويل انتهي باستسلامه وأخذهُ
أسيراً إلي بغداد ومن ثم إلي الأستانة.
بين العصملي والسير برسي كوكس المفوض السامي البريطاني تأخذ متصرفية المنتفك حظها كما باقي المدن وتفتح الناصرية أذرع التحول للحكومة الوطنية الجديدة بالرغم من الانتداب والوصاية والاستعمار المبطن.تبني فيها المدارس الجيدة بمعلميها من المسلمين واليهود والصابئة ، تبني فيها المستشفيات ، وتشيد الحدائق في وسط شارع الأسطوري ( عكد الهوي ) قبل أن يغير أسمه إلي شارع الحبوبي تيمنا بالمجاهد ألنجفي العلامة محمد سعيد الحبوبي الذي توفي في بيت العضاض في شارع الحبوبي أثناء عودته من حملة الجهاد في معركة الشعبية في ثورة 1920 الوطنية ، ولينتصب اليوم تمثاله البرونزي في ساحة في منتصف مسافة الشارع تماما تكاد تكون أهم نقطة حيوية في المدينة ، ليقف الشيخ الجليل متكأ علي عصاه وهو يقص للأزمنة الغابرة والقادمة وللأجيال قصة مدينة آوت فيه الجرح ومدته بعدد الخيل والرجال والقصائد.و
بعد مرور ايام على دخول القوات البريطانية الى مدينة الناصرية اصدرت لها اوامر بالتقدم واحتلال الغراف والشطرة تمهيدا لاحتلال الكوت .. وهكذا تقدمت القوات البريطانية نحو هدفها ووقفت العشائر ، ولكن قبيلة ال ازيرج تصدت للهجوم البريطاني وصدت تلك الحملة التي كانت تهدف الى فك حصار الكوت فنشا بين المقاتلين من البريطانيين وعشائر ال ازيرج وماجاورها قتال أسطوري استخدمت فيه جميع الأسلحة بما في ذلك المدى والخناجر والحجارة وأغصان الاشجار انتهت بهزيمة الجيش البريطاني المتقدم وافراره الى اسوار الناصرية . وهذه المعركة طالت عدة أيام وعدة وقائع كان من اشهرها هي كان التي وقعت في منطقة (باهيزة) التي أبت ان يمر من خلاها الانجليزي المحتل كما جاء على لسان أحد الشعراء (شرناهه وعيت باهيزة ) اي متنعت من السماح للانكليز بالمرور . وهنا للتاريخ وللحقيقة ان نذكر ان قبيلة ال ازيرج كانت رأس النفيضة في صد هجمة الانكليز حيث التحموا معهم وجها لوجه وكبدوهم خسائر فادحة اضطرتهم الى الفرار و قدموا ايضا ارواحا شهيدة كثيرة ولعدة ايام ولعدة صفحات ومن هذه المعركة الباسلة التي تعد مفخرة من مفاخر ال ازيرج التي تدل على عمق حبهم للعراق وانتمائهم الوطني (وقد ذكر بكتاب العشائر العراقية الدكتور عبد الجليل الطاهر المترجم من الانكليزية إلى العربية وذكر التقرير البريطاني (( للمس بيل ) التي تقوم بتقديم المعلومات عن العشائر إلى القيادة البريطانية) وان فرع البوخضير هو الفرع المتنفذ والمسيطر على العشيرة ولا يعترفوا بمشيخه احد ما الان فلم يبقى منهم احد اي في وقت المعركة , ويذكر التقرير البريطاني ايضا بعد هزيمتهم في معركة (البطنجة) ظلت بعض فروع قبيلة ال ازيرج ((خارج السلطة)) تشن هجماتها على القوات البريطانية ولم يستطع البريطانيون فرض عقوبات ضدها والنتيجة كانت حصار مدينة الناصرية مرات عديدة في السنتين الماضيتين تسمى العشائر هذه الوضعية ((الجسر المكسور )) وفعلا قامت السلطات البريطانية بإصلاح الجسر وفرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته . وقد حصلت مداهمات مفاجئة من قبل الانكليز لقرى ال ازيرج كرد فعل على كثرة الخسائر التي اوقعوها بالانكليز ، تمكن من خلالها الجيش الانكليزي ان ياخذ رهائن لكي يؤمن عملية انسحابة من ساحة المعركة ومن الشيوخ القادة في معركة باهيزة والبطنجة وغيرها من المعارك التي ابعدهم و اسرهم الجيش الانكليزي بعد فرض
الضرائب عليهم وخسائر المعركة وهم :..
1 ـ الشيخ ذرب ال ثامر ــ ال خضير ...
وقد فرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته (1500 رأس غنم و 100 بندقية و1500 ربيه ) ().وبعدها سيطر الاحتلال البريطاني وتم إبعاد الشيخ إلى العمارة حيث مساكن ال ازيرج هناك وظل ستة سنوات وبعدها رجع إلى دياره حتى وافاه الأجل وتوفي في سنة 1929 م
وقال مهوال ال ازيرج بحقه :
( بيك الرياسه ياذرب والعدو منك منجبد * حيد وتلكح البكرات منه * يسلم ابو محمد خلف اهلنه * ياصول خرب كل لعب ظل جايد وظل منشد وظل مزعل وابو محمد فات وعيب عليه )
2 ـ الشيخ حميدي ال غافل ــ ال محمود : حيث تم اسره من قبل الانكليز الى بصرة وبعدها نفيه الى جزيره في الهند وبعدها عاد الى العراق عبر سلسلة صعبة من السفر السري وقال مهوال ال ازيرج بحقه ( ابن ازرك فنك عظمه احتارت بيه ) اي يعني بريطانيه العظمى حتارت بيه .
3 ـ الشيخ مطشر ال عكال ــ ال بوحميرة : اسر من قبل الانكليز وتوفي هناك ودفن في جزيرة هترو والان هي مطار دولي في لندن . بعد ان ابعد لها ولم يعرف مصيره
4 ـ الشيخ عفراوي ــ ال بوحميره ـ العبيدات : وقال بحقه مهوال ال ازيرج ( عفراوي الي جاب البغله وراعيه ) عندما اسر احد جنود الانكليز .
5 ـ الشيخ رشيد ال حيوان ـ البوحميره ـ الجادر :
من مواليد ١٩١٧ وتوفي عام 1997 وشارك في معارك ضد الانكليز. حيث افادنا بكثير من المعلومات البعض لانريد نشرها ومنها ماتم ذكره اعلاه لانه كان يقول هذه الحقائق التأريخية امانه في رقبتي لانني عاصرتها واريد براءة ذمتي منها ــ رحم الله شيخنا العزيز ومبري الذمه .
6 ـ الشيخ عليوي ال مطشر ـ البوحواله ال محمود
7 ـ الشيخ محمد ال فليح واخيه حسن ال فليح الذي هاجم الانكليز في كانون الثاني عام 1916 ـــ البوطيوط .ال محمود
8- الشيخ كوني عكال حبيتر الذي شارك بالجهاد ضد الانكليز وله وثائق ورسائل مع نجل محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله)
9- الشيخ رويضي البشارة الذي شارك في مواجهة الانكليز عندما قاده البوحميرة ومنهم المعارك والمشاكل .
10 ـ احد الشيوخ من ال سهلان ــ البوجمعة ـ هذا الشيخ قتل احد الجنود الانكليز واخذ كبوسه ( القبعة ) وعرف بعدها بكبوس الى ان توفي لانعرف اسمه الحقيقي بسب اللقب الذي لقب به ( كبوس ) .
11- وهناك شيوخ ووجهاء في قبيلة ال ازيرج كان لهم دور بارز ولكن لم تحضرنا اسمائهم ..
وان الحقائق التأريخيه تقول ان هذه العشائر من ال ازيرج وهم
( البوخضير ــ والبوحميرة ــ والبو حواله ـ والبوطيوط - والبو يوسف والبوعيسى ــ وال سهلان ــ وغيرهم ) ابلوا بلاء حسناً في هذه المعارك وبقيت نسائهم ارامل واطفالهم يتاما ...
ومأثرة اخرى لابد من تسجيلها لقبيلتي ال ازيرج وهي تصديها منفردة الانكليز بعد انسحاب
القبائل الاخرى عقب انتهاء المعارك ولقبيلة ال ازيرج محفوظات في تراثها حول هذا التصدي الرائع ضد الانكليز بمفردها خلده شعراؤها . حيث قدموا خيرة شبابهم ووجوه قومهم بين قتيل واسير ومبعد ، وقد قال شاعر ال ازيرج الشعبي يخاطب احد قادة الانكليز المدعو (هاملتن)
"يهاملتن تيدب لاتزومش دوم ذولة اولاد الازرك موش أهل لملوم
بسنكي نريدها وياك تصف اليوم رد لا تتدهده ابحلك افه .
طواه من لندن وصل بيه الكوت حد نكرة عمامي وصار بيه الموت
المذلة اتصيبني المذلة اتصيبني من كون هاي أتفوت ردينه الجانت بهواهه .
ركبنة اعالمليحة والطواب أثور ما هبناش سوجر والهنود أسطور
بعزم الله ورسوله احن النهدم السور رد هاملتن ذيله يسوكه
البصرة سلمت والدير وكتيبان وعبر شط العمارة ونزل يم غضبان
شو شفت الكسر معصي شبه الروس واليابان كل حول اليدخل بي نيبه
ويروي السيد عزيز الحصونة رحمه الله , يذكر
واقعه حدثت في معركة باهيزه يقول السيد حامد السيد عزيز الحصونه رحمه الله نقلا" عن ابيه السيد عزيز الحصونة رحمه الله وكان حاضر في الحادثه يقول بعد ما عجزت برطانيا محاربة ال ازيرج الابطال قامت السلطات البريطانية بارسال مندوب مفاوض الئ شيوخ قبيله ال ازيرج رحمهم الله وعرض المفاوض البرطاني المغريات والاموال على شيوخ ال ازيرج وبعد ان كمل العروض قام الشيخ ذرب ال خضير وخاطبه بالعاميه يلنكليزي خليني اشير باهيزه واردلك الخبر اعتقد المفاوض ان باهيزة قيادي او شيخ او ماشاكل ذالك فقال اريد ان اذهب معك لاتحدث مع باهيزه عسى ولعل اقنعها وفعلا وذهب الجميع مع الشيخ المجاهد ذرب ال خضير ومن بينهم المفاوض البريطاني والمترجم وعند الوصول لجرف ساقيه كبيره ومن فوقها الجسر الذي يفترض ان يعبر عليه الجيش البريطاني للتوجه نحو بغداد ولكن مرابطةمجاهدين ال ازيرج حالت دون العبور لمدة سنتين ووقف الشيخ ذرب ال خضير مخاطبا" الساقيه قائلاً الانكليز يريدون يعبرونج يباهيزه وتفاگنه بعدهن ماتكدمت زموره وبعد عدنه ادين عمار شتكولين وبكئ ومن ثم انشد يقول (شرناها وعيت باهيزه شرناها وعيت باهيزه)
شرناها : اخذنا مشورتها
عيت : ارتفع ترابها .. رفضت
باهيزه : منطقة بين الناصرية والشطرة
سميت نسبة الى نهر باهيز الصغير وهي منطقة قبيلة آل ازيرج في المنتفك.
وقال الشيخ ذرب
شرناها وعيت باهيزه
ورد اخر بحماس شرناها وكالت ماريده
وقال ثالث
شرناها وكالت كتالي
وقال رابع
شرناها وكالت مايعبر
وقال اخر
شرناها وكالت من داري
فرد الشيخ ذرب ال خضير من جديد
شرناها وعيت باهيزه
فهزج القوم بكل قوة وأنتخو
يقول المفاوض والمترجم اصابهم ذهول من ثبات هذا الرجل المجاهد الصابر صاحب الشجاعه والعبره والحكمه ورجع البرطاني وهوه يجر اذيال الخيبه
وبعد معركة باهيزة حدثت معركة أخرى سميت بمعركة (البطنجة) التي هزمت فيها العشائر القوات البريطانية كما يذكر التقرير البريطاني مارست عشائر ال ازيرج مرات عديدة حصار مدينة الناصرية وعلى ذلك ذهب معاون الحاكم السياسي البريطاني في الناصرية إلى ديار ال ازيرج وقدم لهم الأمان وعقد مجلسا مع الرؤساء فوعد ال ازيرج بالاهتمام في أمورهم وتقديم المعونات والمساعدات والقروض لتطهير جداولهم وشراء البذور، وعند عودته زار ساحة المعركة في (البطنجة) ومنازل ال ازيرج ورفض (ال ازيرج ) قبول طلب السادة والوجهاء الذين أرسلتهم القوات البريطانية بمهمة خاصة لإقناعهم على إخلاء ودفن جثث القتلى من الانكليز في معركة البطنجة في بداية 1916 (وقد ذكر بكتاب العشائر العراقية الدكتور عبد الجليل الطاهر المترجم من الانكليزية إلى العربية وذكر التقرير البريطاني (( للمس بيل ) التي تقوم بتقديم المعلومات عن العشائر إلى القيادة البريطانية ، وان (فرع البوخضير هو الفرع المتنفذ والمسيطر على العشيرة ولن يعترفوا بأحد) , ويذكر التقرير البريطاني بعد هزيمتهم في معركة (البطنجة) ظلت بعض فروع قبيلة ال ازيرج ((خارج السلطة)) تشن هجماتها على القوات البريطانية ولم يستطع البريطانيون فرض عقوبات ضدها والنتيجة كانت حصار مدينة الناصرية مرات عديدة في السنتين الماضيتين تسمى العشائر هذه الوضعية ((الجسر المكسور )) وفعلا قامت السلطات البريطانية بإصلاح الجسر وفرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته (1500 رأس غنم و 100 بندقية و1500 ربيه ) .وبعدها سيطر الاحتلال البريطاني وتم إبعاد الشيخ إلى العمارة حيث مساكن ال ازيرج هناك وبقي ستة سنوات وبعدها رجع إلى دياره حتى داهمه الأجل وتوفي في سنة 1929 ميلادية ، واتبع الانكليز سياسة منح المكافآت النقدية لعدد من الشيوخ الموالين الذين وقفو ضد الثورة وحالوا دون انتشار لهيبها وفي هذه المناسبة يكتب الحاكم السياسي في لواء الناصرية بتاريخ 4 مايس 1921 كتابا سريا برقم (No.2209 ) معنون إلى مستشار وزارة الداخلية ما يلي "لي الشرف إن :أتقدم بالتوصيات التالية لتقديم المكافآت إلى الشيوخ وغيرهم في عشائر الناصرية لسلوكهم الممتاز ومساعدتهم القيمة للحكومة البريطانية خلال الاضطرابات في سنة 1920 "حيث من خلالها استطاع الانكليز من كسب بعضهم عن طريق الإغراء بالمال وجعلهم من الموالين للحكومة البريطانية حيث يقول كانت إعمالهم مهمة لنا وعلى العكس من ذلك كان موقف إفراد عشائر ال ازيرج الذين منعوا تقدم جيش الاحتلال من الناصرية إلى الكوت حيث قال شاعر ال ازيرج الشعبي يخاطب احد قواد الانكليز المدعو (هاملتن)
"يهاملتن تيدب لاتزومش دوم ذولة افروخ الازرك موش أهل لملوم
بسنكي نريدها وياك تصف اليوم رد لا تتدهده ابحلك آفة "
*********************************
طواه من لندن وصل بيه الكوت حد نكرة عمامي وصار بية الموت
المذلة اتصيبني من كون هاي أتفوت ردينه الجانت بهواهه .
****************
ركبنة اعالمليحة والطواب أثور ما هبناش سوجر والهنود أسطور
بعزم الله ورسوله احن النهدم السور رد هاملتن ذيله يسوكه
****************
البصرة سلمت والدير وكتيبان وعبر شط العمارة ونزل يم غضبان
شو شفت الكسر معصي شبه الروس واليابان كل حول اليدخل بي نيبه
*************
وكانت هذه البطولات خالدة لقبيلة ال ازيرج في المنتفك مع البريطانين بقيادة الشيخ ذرب الثامر ال خضير في عشرينات القرن الماضي كان التحرش من قبل القبيلة ضد البريطانين بدزيعة ان ابن اوى في ارضهم ولا يحق للانكليز ان يقتلوه كونه في حماهم وقد طارده اثنان من العساكر بخيولهم بقتله فنصبو لهم ابناء القبيلة كمينا وقتلوه مع خيولهم نتيجة اعتاء سابق وابتدأت الحرب بين الطرفين وراح كل طرف يشن الهجمات على الاخر ونذكركم بهوسة القبيله انذاك.
واوينه المدلل وكع من كضة
تراجية ذهب والطوك من فضة
جم سوجر بسوجر ياذرب بالضهر عضة
بحماي الواوي شلون تحود اعليه
وكلمة تحود يعني تركض وكلمة سوجر تعني العسكري واشتدت المعارك ولليوم مايسمى بالدان (قنابل) اي قذائف الطائرات موجودة لدى البعض وكنا نستخدمها في بعض حاجاتنا في اعوام الخمسينات والستينات وشكلها متنوع .حيث تتناثر الشظايا ويبقى الغلاف الاسطواني فارغا ومنعت القبيلة ارتال الانكليز من التوجه الى الكوت مما جعلهم ان يغيرو اتجاههم نحو السماوة والديوانية نتيجة التعرض المستمر لهم من القبيلة في البساتين والطرق ونصب العديد من الكمائن مما دعى القائد الانكليزي بالقطعات العسكرية ان ينسحب من ارض المعركة ويسلك طريق السماوة الصحراوي ويسمي بساتيننا (بالشجرة الخبيثة)
لانها قاومت الانكليز ومنعتهم وافشلت مخططاتهم وكبدتهم العديد من الخسائر في الارواح والمعدات .. وان حقيقة هذه الشجرة الخبيثة وهي شجرة كبيرة تقع في منطقة ( الخشلية او الخنشلية ) التي تسكنها بعض فروع ال ازيرج ومنهم ( البويوسف , ال بوعويد ) وقد استخدم مقاتلوا ال ازيرج هذه الشجرة لأصطياد الجنود في المعسكر البريطاني الكائن على الطريق الشطرة القديم ( الاحتياط) مما ادى الى ازعاج قائد المعسكر البريطاني كثيرا ولعدم معرفته بمصدر اطلاق النار على المعسكر وبعد التحري والتأمل وفحص طبيعة المنطقة لاحظ هذه الشجرة فاصدره امره قائلا ( أقطعوا هذه الشجرة الخبيثة ) فأتم ذلك وقد اسيئ فهم هذه العبارة من قبل بعض العراقيين ممن لم يعرفوا حقيقتها فأعتقدوا بأنها صفة سيئة لاهالي الناصرية تستخدم للذم والتقليل من قدرهم بدلا من ان تكون اشارة لوصف قوتهم وشجاعتهم وتاريخهم المشرف للجميع العشائر العراقية ومما نقل لنا من ذاكرة التاريخ بعض الاهازيج لتمجيد مواقف المقاتلين في تلك الفترة المشرفة من التاريخ ومنها :-
من لندن طواها وصل بيه الموت
حد نكره عمامي وصار بيه الموت
المذلة تصيبني ياذرب من كون هاي تفوت
ردينه الصوجر واطوابه
*************************
عباله المصخم سبع ماينرد
يريد اعراكنا بارد مبرد
طبكو بالناصرية ذرب ومنشد وخيون
ردوه المغتر بطوابه
**************
منهو الكالك هذا الدرب مأمون
لازمته خفاجة وبالركن خيون
وبيه ال ازيرج عيب يهتزون
مدوخ العالم كله واحنه الدوخناك
********************
يالترعد بالجو هز غيري ( في اشارة للطائرات البريطانية في قصف العشائر العراقية خلال المعارك )
والكل ذهب والكل مات ولكن بقى شيخ المجاهدين ذرب ال خضير حيا" في ضمير اعدائه قبل احبائه حتى ذكرته التقارير البريطانية جزيتم خيراً ياشيوخنا المجاهدين يامن نصرتم الدين وشهدهم الحق رحمكم الله برحمته الواسعة. ... وتحيه اجلال واكرام لجميع مشايخ قبيلة ال ازيرج الكرام..
بين العصملي والسير برسي كوكس المفوض السامي البريطاني تأخذ متصرفية المنتفك حظها كما باقي المدن وتفتح الناصرية أذرع التحول للحكومة الوطنية الجديدة بالرغم من الانتداب والوصاية والاستعمار المبطن.تبني فيها المدارس الجيدة بمعلميها من المسلمين واليهود والصابئة ، تبني فيها المستشفيات ، وتشيد الحدائق في وسط شارع الأسطوري ( عكد الهوي ) قبل أن يغير أسمه إلي شارع الحبوبي تيمنا بالمجاهد ألنجفي العلامة محمد سعيد الحبوبي الذي توفي في بيت العضاض في شارع الحبوبي أثناء عودته من حملة الجهاد في معركة الشعبية في ثورة 1920 الوطنية ، ولينتصب اليوم تمثاله البرونزي في ساحة في منتصف مسافة الشارع تماما تكاد تكون أهم نقطة حيوية في المدينة ، ليقف الشيخ الجليل متكأ علي عصاه وهو يقص للأزمنة الغابرة والقادمة وللأجيال قصة مدينة آوت فيه الجرح ومدته بعدد الخيل والرجال والقصائد.و
بعد مرور ايام على دخول القوات البريطانية الى مدينة الناصرية اصدرت لها اوامر بالتقدم واحتلال الغراف والشطرة تمهيدا لاحتلال الكوت .. وهكذا تقدمت القوات البريطانية نحو هدفها ووقفت العشائر ، ولكن قبيلة ال ازيرج تصدت للهجوم البريطاني وصدت تلك الحملة التي كانت تهدف الى فك حصار الكوت فنشا بين المقاتلين من البريطانيين وعشائر ال ازيرج وماجاورها قتال أسطوري استخدمت فيه جميع الأسلحة بما في ذلك المدى والخناجر والحجارة وأغصان الاشجار انتهت بهزيمة الجيش البريطاني المتقدم وافراره الى اسوار الناصرية . وهذه المعركة طالت عدة أيام وعدة وقائع كان من اشهرها هي كان التي وقعت في منطقة (باهيزة) التي أبت ان يمر من خلاها الانجليزي المحتل كما جاء على لسان أحد الشعراء (شرناهه وعيت باهيزة ) اي متنعت من السماح للانكليز بالمرور . وهنا للتاريخ وللحقيقة ان نذكر ان قبيلة ال ازيرج كانت رأس النفيضة في صد هجمة الانكليز حيث التحموا معهم وجها لوجه وكبدوهم خسائر فادحة اضطرتهم الى الفرار و قدموا ايضا ارواحا شهيدة كثيرة ولعدة ايام ولعدة صفحات ومن هذه المعركة الباسلة التي تعد مفخرة من مفاخر ال ازيرج التي تدل على عمق حبهم للعراق وانتمائهم الوطني (وقد ذكر بكتاب العشائر العراقية الدكتور عبد الجليل الطاهر المترجم من الانكليزية إلى العربية وذكر التقرير البريطاني (( للمس بيل ) التي تقوم بتقديم المعلومات عن العشائر إلى القيادة البريطانية) وان فرع البوخضير هو الفرع المتنفذ والمسيطر على العشيرة ولا يعترفوا بمشيخه احد ما الان فلم يبقى منهم احد اي في وقت المعركة , ويذكر التقرير البريطاني ايضا بعد هزيمتهم في معركة (البطنجة) ظلت بعض فروع قبيلة ال ازيرج ((خارج السلطة)) تشن هجماتها على القوات البريطانية ولم يستطع البريطانيون فرض عقوبات ضدها والنتيجة كانت حصار مدينة الناصرية مرات عديدة في السنتين الماضيتين تسمى العشائر هذه الوضعية ((الجسر المكسور )) وفعلا قامت السلطات البريطانية بإصلاح الجسر وفرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته . وقد حصلت مداهمات مفاجئة من قبل الانكليز لقرى ال ازيرج كرد فعل على كثرة الخسائر التي اوقعوها بالانكليز ، تمكن من خلالها الجيش الانكليزي ان ياخذ رهائن لكي يؤمن عملية انسحابة من ساحة المعركة ومن الشيوخ القادة في معركة باهيزة والبطنجة وغيرها من المعارك التي ابعدهم و اسرهم الجيش الانكليزي بعد فرض
الضرائب عليهم وخسائر المعركة وهم :..
1 ـ الشيخ ذرب ال ثامر ــ ال خضير ...
وقد فرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته (1500 رأس غنم و 100 بندقية و1500 ربيه ) ().وبعدها سيطر الاحتلال البريطاني وتم إبعاد الشيخ إلى العمارة حيث مساكن ال ازيرج هناك وظل ستة سنوات وبعدها رجع إلى دياره حتى وافاه الأجل وتوفي في سنة 1929 م
وقال مهوال ال ازيرج بحقه :
( بيك الرياسه ياذرب والعدو منك منجبد * حيد وتلكح البكرات منه * يسلم ابو محمد خلف اهلنه * ياصول خرب كل لعب ظل جايد وظل منشد وظل مزعل وابو محمد فات وعيب عليه )
2 ـ الشيخ حميدي ال غافل ــ ال محمود : حيث تم اسره من قبل الانكليز الى بصرة وبعدها نفيه الى جزيره في الهند وبعدها عاد الى العراق عبر سلسلة صعبة من السفر السري وقال مهوال ال ازيرج بحقه ( ابن ازرك فنك عظمه احتارت بيه ) اي يعني بريطانيه العظمى حتارت بيه .
3 ـ الشيخ مطشر ال عكال ــ ال بوحميرة : اسر من قبل الانكليز وتوفي هناك ودفن في جزيرة هترو والان هي مطار دولي في لندن . بعد ان ابعد لها ولم يعرف مصيره
4 ـ الشيخ عفراوي ــ ال بوحميره ـ العبيدات : وقال بحقه مهوال ال ازيرج ( عفراوي الي جاب البغله وراعيه ) عندما اسر احد جنود الانكليز .
5 ـ الشيخ رشيد ال حيوان ـ البوحميره ـ الجادر :
من مواليد ١٩١٧ وتوفي عام 1997 وشارك في معارك ضد الانكليز. حيث افادنا بكثير من المعلومات البعض لانريد نشرها ومنها ماتم ذكره اعلاه لانه كان يقول هذه الحقائق التأريخية امانه في رقبتي لانني عاصرتها واريد براءة ذمتي منها ــ رحم الله شيخنا العزيز ومبري الذمه .
6 ـ الشيخ عليوي ال مطشر ـ البوحواله ال محمود
7 ـ الشيخ محمد ال فليح واخيه حسن ال فليح الذي هاجم الانكليز في كانون الثاني عام 1916 ـــ البوطيوط .ال محمود
8- الشيخ كوني عكال حبيتر الذي شارك بالجهاد ضد الانكليز وله وثائق ورسائل مع نجل محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله)
9- الشيخ رويضي البشارة الذي شارك في مواجهة الانكليز عندما قاده البوحميرة ومنهم المعارك والمشاكل .
10 ـ احد الشيوخ من ال سهلان ــ البوجمعة ـ هذا الشيخ قتل احد الجنود الانكليز واخذ كبوسه ( القبعة ) وعرف بعدها بكبوس الى ان توفي لانعرف اسمه الحقيقي بسب اللقب الذي لقب به ( كبوس ) .
11- وهناك شيوخ ووجهاء في قبيلة ال ازيرج كان لهم دور بارز ولكن لم تحضرنا اسمائهم ..
وان الحقائق التأريخيه تقول ان هذه العشائر من ال ازيرج وهم
( البوخضير ــ والبوحميرة ــ والبو حواله ـ والبوطيوط - والبو يوسف والبوعيسى ــ وال سهلان ــ وغيرهم ) ابلوا بلاء حسناً في هذه المعارك وبقيت نسائهم ارامل واطفالهم يتاما ...
ومأثرة اخرى لابد من تسجيلها لقبيلتي ال ازيرج وهي تصديها منفردة الانكليز بعد انسحاب
القبائل الاخرى عقب انتهاء المعارك ولقبيلة ال ازيرج محفوظات في تراثها حول هذا التصدي الرائع ضد الانكليز بمفردها خلده شعراؤها . حيث قدموا خيرة شبابهم ووجوه قومهم بين قتيل واسير ومبعد ، وقد قال شاعر ال ازيرج الشعبي يخاطب احد قادة الانكليز المدعو (هاملتن)
"يهاملتن تيدب لاتزومش دوم ذولة اولاد الازرك موش أهل لملوم
بسنكي نريدها وياك تصف اليوم رد لا تتدهده ابحلك افه .
طواه من لندن وصل بيه الكوت حد نكرة عمامي وصار بيه الموت
المذلة اتصيبني المذلة اتصيبني من كون هاي أتفوت ردينه الجانت بهواهه .
ركبنة اعالمليحة والطواب أثور ما هبناش سوجر والهنود أسطور
بعزم الله ورسوله احن النهدم السور رد هاملتن ذيله يسوكه
البصرة سلمت والدير وكتيبان وعبر شط العمارة ونزل يم غضبان
شو شفت الكسر معصي شبه الروس واليابان كل حول اليدخل بي نيبه
ويروي السيد عزيز الحصونة رحمه الله , يذكر
واقعه حدثت في معركة باهيزه يقول السيد حامد السيد عزيز الحصونه رحمه الله نقلا" عن ابيه السيد عزيز الحصونة رحمه الله وكان حاضر في الحادثه يقول بعد ما عجزت برطانيا محاربة ال ازيرج الابطال قامت السلطات البريطانية بارسال مندوب مفاوض الئ شيوخ قبيله ال ازيرج رحمهم الله وعرض المفاوض البرطاني المغريات والاموال على شيوخ ال ازيرج وبعد ان كمل العروض قام الشيخ ذرب ال خضير وخاطبه بالعاميه يلنكليزي خليني اشير باهيزه واردلك الخبر اعتقد المفاوض ان باهيزة قيادي او شيخ او ماشاكل ذالك فقال اريد ان اذهب معك لاتحدث مع باهيزه عسى ولعل اقنعها وفعلا وذهب الجميع مع الشيخ المجاهد ذرب ال خضير ومن بينهم المفاوض البريطاني والمترجم وعند الوصول لجرف ساقيه كبيره ومن فوقها الجسر الذي يفترض ان يعبر عليه الجيش البريطاني للتوجه نحو بغداد ولكن مرابطةمجاهدين ال ازيرج حالت دون العبور لمدة سنتين ووقف الشيخ ذرب ال خضير مخاطبا" الساقيه قائلاً الانكليز يريدون يعبرونج يباهيزه وتفاگنه بعدهن ماتكدمت زموره وبعد عدنه ادين عمار شتكولين وبكئ ومن ثم انشد يقول (شرناها وعيت باهيزه شرناها وعيت باهيزه)
شرناها : اخذنا مشورتها
عيت : ارتفع ترابها .. رفضت
باهيزه : منطقة بين الناصرية والشطرة
سميت نسبة الى نهر باهيز الصغير وهي منطقة قبيلة آل ازيرج في المنتفك.
وقال الشيخ ذرب
شرناها وعيت باهيزه
ورد اخر بحماس شرناها وكالت ماريده
وقال ثالث
شرناها وكالت كتالي
وقال رابع
شرناها وكالت مايعبر
وقال اخر
شرناها وكالت من داري
فرد الشيخ ذرب ال خضير من جديد
شرناها وعيت باهيزه
فهزج القوم بكل قوة وأنتخو
يقول المفاوض والمترجم اصابهم ذهول من ثبات هذا الرجل المجاهد الصابر صاحب الشجاعه والعبره والحكمه ورجع البرطاني وهوه يجر اذيال الخيبه
وبعد معركة باهيزة حدثت معركة أخرى سميت بمعركة (البطنجة) التي هزمت فيها العشائر القوات البريطانية كما يذكر التقرير البريطاني مارست عشائر ال ازيرج مرات عديدة حصار مدينة الناصرية وعلى ذلك ذهب معاون الحاكم السياسي البريطاني في الناصرية إلى ديار ال ازيرج وقدم لهم الأمان وعقد مجلسا مع الرؤساء فوعد ال ازيرج بالاهتمام في أمورهم وتقديم المعونات والمساعدات والقروض لتطهير جداولهم وشراء البذور، وعند عودته زار ساحة المعركة في (البطنجة) ومنازل ال ازيرج ورفض (ال ازيرج ) قبول طلب السادة والوجهاء الذين أرسلتهم القوات البريطانية بمهمة خاصة لإقناعهم على إخلاء ودفن جثث القتلى من الانكليز في معركة البطنجة في بداية 1916 (وقد ذكر بكتاب العشائر العراقية الدكتور عبد الجليل الطاهر المترجم من الانكليزية إلى العربية وذكر التقرير البريطاني (( للمس بيل ) التي تقوم بتقديم المعلومات عن العشائر إلى القيادة البريطانية ، وان (فرع البوخضير هو الفرع المتنفذ والمسيطر على العشيرة ولن يعترفوا بأحد) , ويذكر التقرير البريطاني بعد هزيمتهم في معركة (البطنجة) ظلت بعض فروع قبيلة ال ازيرج ((خارج السلطة)) تشن هجماتها على القوات البريطانية ولم يستطع البريطانيون فرض عقوبات ضدها والنتيجة كانت حصار مدينة الناصرية مرات عديدة في السنتين الماضيتين تسمى العشائر هذه الوضعية ((الجسر المكسور )) وفعلا قامت السلطات البريطانية بإصلاح الجسر وفرض غرامات حرب على الشيخ ذرب ال خضير وقبيلته (1500 رأس غنم و 100 بندقية و1500 ربيه ) .وبعدها سيطر الاحتلال البريطاني وتم إبعاد الشيخ إلى العمارة حيث مساكن ال ازيرج هناك وبقي ستة سنوات وبعدها رجع إلى دياره حتى داهمه الأجل وتوفي في سنة 1929 ميلادية ، واتبع الانكليز سياسة منح المكافآت النقدية لعدد من الشيوخ الموالين الذين وقفو ضد الثورة وحالوا دون انتشار لهيبها وفي هذه المناسبة يكتب الحاكم السياسي في لواء الناصرية بتاريخ 4 مايس 1921 كتابا سريا برقم (No.2209 ) معنون إلى مستشار وزارة الداخلية ما يلي "لي الشرف إن :أتقدم بالتوصيات التالية لتقديم المكافآت إلى الشيوخ وغيرهم في عشائر الناصرية لسلوكهم الممتاز ومساعدتهم القيمة للحكومة البريطانية خلال الاضطرابات في سنة 1920 "حيث من خلالها استطاع الانكليز من كسب بعضهم عن طريق الإغراء بالمال وجعلهم من الموالين للحكومة البريطانية حيث يقول كانت إعمالهم مهمة لنا وعلى العكس من ذلك كان موقف إفراد عشائر ال ازيرج الذين منعوا تقدم جيش الاحتلال من الناصرية إلى الكوت حيث قال شاعر ال ازيرج الشعبي يخاطب احد قواد الانكليز المدعو (هاملتن)
"يهاملتن تيدب لاتزومش دوم ذولة افروخ الازرك موش أهل لملوم
بسنكي نريدها وياك تصف اليوم رد لا تتدهده ابحلك آفة "
*********************************
طواه من لندن وصل بيه الكوت حد نكرة عمامي وصار بية الموت
المذلة اتصيبني من كون هاي أتفوت ردينه الجانت بهواهه .
****************
ركبنة اعالمليحة والطواب أثور ما هبناش سوجر والهنود أسطور
بعزم الله ورسوله احن النهدم السور رد هاملتن ذيله يسوكه
****************
البصرة سلمت والدير وكتيبان وعبر شط العمارة ونزل يم غضبان
شو شفت الكسر معصي شبه الروس واليابان كل حول اليدخل بي نيبه
*************
وكانت هذه البطولات خالدة لقبيلة ال ازيرج في المنتفك مع البريطانين بقيادة الشيخ ذرب الثامر ال خضير في عشرينات القرن الماضي كان التحرش من قبل القبيلة ضد البريطانين بدزيعة ان ابن اوى في ارضهم ولا يحق للانكليز ان يقتلوه كونه في حماهم وقد طارده اثنان من العساكر بخيولهم بقتله فنصبو لهم ابناء القبيلة كمينا وقتلوه مع خيولهم نتيجة اعتاء سابق وابتدأت الحرب بين الطرفين وراح كل طرف يشن الهجمات على الاخر ونذكركم بهوسة القبيله انذاك.
واوينه المدلل وكع من كضة
تراجية ذهب والطوك من فضة
جم سوجر بسوجر ياذرب بالضهر عضة
بحماي الواوي شلون تحود اعليه
وكلمة تحود يعني تركض وكلمة سوجر تعني العسكري واشتدت المعارك ولليوم مايسمى بالدان (قنابل) اي قذائف الطائرات موجودة لدى البعض وكنا نستخدمها في بعض حاجاتنا في اعوام الخمسينات والستينات وشكلها متنوع .حيث تتناثر الشظايا ويبقى الغلاف الاسطواني فارغا ومنعت القبيلة ارتال الانكليز من التوجه الى الكوت مما جعلهم ان يغيرو اتجاههم نحو السماوة والديوانية نتيجة التعرض المستمر لهم من القبيلة في البساتين والطرق ونصب العديد من الكمائن مما دعى القائد الانكليزي بالقطعات العسكرية ان ينسحب من ارض المعركة ويسلك طريق السماوة الصحراوي ويسمي بساتيننا (بالشجرة الخبيثة)
لانها قاومت الانكليز ومنعتهم وافشلت مخططاتهم وكبدتهم العديد من الخسائر في الارواح والمعدات .. وان حقيقة هذه الشجرة الخبيثة وهي شجرة كبيرة تقع في منطقة ( الخشلية او الخنشلية ) التي تسكنها بعض فروع ال ازيرج ومنهم ( البويوسف , ال بوعويد ) وقد استخدم مقاتلوا ال ازيرج هذه الشجرة لأصطياد الجنود في المعسكر البريطاني الكائن على الطريق الشطرة القديم ( الاحتياط) مما ادى الى ازعاج قائد المعسكر البريطاني كثيرا ولعدم معرفته بمصدر اطلاق النار على المعسكر وبعد التحري والتأمل وفحص طبيعة المنطقة لاحظ هذه الشجرة فاصدره امره قائلا ( أقطعوا هذه الشجرة الخبيثة ) فأتم ذلك وقد اسيئ فهم هذه العبارة من قبل بعض العراقيين ممن لم يعرفوا حقيقتها فأعتقدوا بأنها صفة سيئة لاهالي الناصرية تستخدم للذم والتقليل من قدرهم بدلا من ان تكون اشارة لوصف قوتهم وشجاعتهم وتاريخهم المشرف للجميع العشائر العراقية ومما نقل لنا من ذاكرة التاريخ بعض الاهازيج لتمجيد مواقف المقاتلين في تلك الفترة المشرفة من التاريخ ومنها :-
من لندن طواها وصل بيه الموت
حد نكره عمامي وصار بيه الموت
المذلة تصيبني ياذرب من كون هاي تفوت
ردينه الصوجر واطوابه
*************************
عباله المصخم سبع ماينرد
يريد اعراكنا بارد مبرد
طبكو بالناصرية ذرب ومنشد وخيون
ردوه المغتر بطوابه
**************
منهو الكالك هذا الدرب مأمون
لازمته خفاجة وبالركن خيون
وبيه ال ازيرج عيب يهتزون
مدوخ العالم كله واحنه الدوخناك
********************
يالترعد بالجو هز غيري ( في اشارة للطائرات البريطانية في قصف العشائر العراقية خلال المعارك )
والكل ذهب والكل مات ولكن بقى شيخ المجاهدين ذرب ال خضير حيا" في ضمير اعدائه قبل احبائه حتى ذكرته التقارير البريطانية جزيتم خيراً ياشيوخنا المجاهدين يامن نصرتم الدين وشهدهم الحق رحمكم الله برحمته الواسعة. ... وتحيه اجلال واكرام لجميع مشايخ قبيلة ال ازيرج الكرام..
No comments:
Post a Comment