يعد شارع الربيعي الذي يفصل منطقة الضباط عن منطقة زيونة من اهم الاماكن التجارية في العاصمة بغداد . بعد ان قام اغلب اصحاب الدور السكنية المشيدة في هذا الشارع ببيعها الى مستثمرين عراقيين وعرب واجانب بأسعار مرتفعة جدا او تحويلها الى عمارات تحتوي على مكاتب عديدة مما جعل شارع الربيعي منطقة تجارية متميزة جدا . حيث ساهم هذا التميز بارتفاع اسعار العقارات التي تطل على هذا الشارع بشكل ليس له مثيل في بقية مناطق بغداد الاخرى . في حين اصبحت بدلات الايجارللمحلات والمكاتب مرتفعة جدا . ويتميز الشارع بوجود العديد من مكاتب خدمة الانترنت المتميزة فضلا عن الكازينوهات الترفيهية والمطاعم ومحلات بيع الملابس والذهب وغيرها ...
ويقول نمير يوسف “ صاحب محل صيرفة “ يقع شارع الربيعي التجاري في منطقة زيونة “ الضباط سابقا “ لقد تم انشاء هذا الشارع في بداية سبعينات القرن الماضي الا انه لم يشتهر كمركز تجاري وترفيهي الا في منتصف عقد التسعينات ويضم هذا الشارع العديد من المحال التجارية والمطاعم الراقية وهناك مطاعم متخصصة للاطفال وكذلك العديد من مراكز الاتصال الحديثة التي شقت طريقها مؤخرا الى هذا الشارع الذي اشتهر ايضا باحتوائه على اشهر كازينو عائلي حاليا في جانب الرصافة وهو كازينو الريحانة الذي يعد مركزا لاستقطاب العوائل العراقية التي تأتي اليه لغرض الترفيه وتمتاز العديد من المطاعم هنا بانها صممت وفق احدث ما وصل اليه التطور العمراني اضافة الى انها تتخصص بالاكلات العراقية والشرقية والغربية، ولكل مطعم رواده الخاصون به سواء من الشباب او العوائل البغدادية وكثير من المطاعم هنا تهتم بالجانب الجمالي لتصميم المطاعم وهو السبب الرئيسي لجذب الزبائن الذي لم ينقطعوا عنها رغم التهديدات والانفجارات التي حصلت هنا العام الماضي وحصدت العشرات من ارواح الابرياء . وشارع الربيعي صمم وفق طريقة حديثة لا سيما المحال التجارية والعمارات التي اتخذت كمطاعم او كشركات او معارض لبيع انواع السلع النادرة والمرتفعة الثمن ، والمحال التجارية هنا ارتفعت اسعارها “ السر قفلية “ بشكل كبير واصبح الحديث عن مئات الالاف من الدولارات كثمن لهذه المحال وكذلك العمارات الجميلة التي تتميز في بنائها عن شوارع بغداد الاخرى ، فشارع الربيعي له طعم خاص خاصة عند التجوال فيه ليلا والغريب اننا نرى اكداسا من البشر في الليل يتجولون ويأكلون ويشربون وكأن الامور العامة في البلد طبيعية وهذا الامر اغاظ البعض فحاولوا ان يغيروا طبيعته المضيئة بالانوار الجميلة الى صراخ وعويل والسنة نار من خلال السيارات المفخخة او العبوات الناسفة التي استهدفت هذا الشارع اكثر من مرة ، الا ان كل ذلك لم يمنع اصرار العوائل العراقية على الحضور الى هذا الشارع الذي يعد الان من اهم المراكز الحيوية في العاصمة بغداد .
اما غانم عبد الرسول من سكنة شارع الربيعي فيقول : ان زحف المطاعم والمحال والعمارات التجارية على البيوت الموجودة هنا جاء من خلال اغراء اصحابها بأموال ضخمة لبيع بيوتهم او الدخول كشركاء في بناء عمارة ضخمة من الطراز الاول ، فنحن هنا في هذه المنطقة نحب التمسك بها ولا نريد التخلي عنها خاصة بعد ان تحول شارع الربيعي من شارع خامل الى شارع تجاري يضم ارقى انواع المحال التجارية ومراكز الاتصال والمطاعم والكافيتريات وغيرها . فانا امتلك بيتا قرب الجامع الكبير الموجود في الشارع وقد قدمت لي الكثير من العروض المغرية لترك البيت والتحول الى مكان اخر في المنطقة الا انني اصررت على عدم البيع . فليالي الشارع تحولت الى كرنفالات جماهيرية سمتها الفرح والمتعة بعيدا عن المشاكل والهموم التي اغرقنا بها خلال الاعوام الثلاثة الماضية ، فمجرد رؤية هذه الموجات الجماهيرية شيء يبعث على الامل والتفاؤل وينسيني حالة الحزن . ولانني اكملت دراستي الجامعية في مجال الحاسوب . لذلك قررت وبمساعدة والدي بناء محل صغير في حديقة البيت الذي تطل واجهته على الشارع العام وكما ترى فان مواد البناء ما زالت موجودة قرب البيت ، لان العمل لم يكتمل بعد ، واريد ان اجعله محلا تجاريا متخصصا في بيع الحاسوب واجهزة الموبايل والاكسسوارات الخاصة بها فهذه المهنة تلقى رواجا في هذا الشارع الجميل المفعم بالحيوية . وانا فخور باني من سكنة هذا الشارع ، كما ان بيتي الذي لا يتجاوز مساحته “ 230 “ متر مربعا وصل سعره الذي قرره احد السماسرة المشهورين هنا في بيع العقارات الى اكثر من “550 “ مليون دينار وهذا بحد ذاته ثروة . ان شارع الربيعي اصبح من اهم الشوارع في العاصمة بغداد وسيكون وضعه افضل بكثير من الوضع الحالي لو تحسنت الظروف الامنية في البلد ، لان تردي الاضواع الامنية يجعل الكثير من الزبائن يبتعدون عن المجيء الى هنا خشية تعرضهم للقتل او الاصابة او الاختطاف .
ويقول مروان جاسم “ يعمل في احد مكاتب بيع العقارات “ : ان من اهم اسباب ارتفاع العقارات في منطقة زيونة ولا سيما المنازل او العمارات المطلة على شارع الربيعي يعود لكونها من اهم المراكز التجارية في بغداد . ويضم الشارع المحال التجارية الراقية التي تعد عاملا مهما لجذب الزوار والزبائن الى هنا . فكازينو ريحانة الذي يقع في بداية هذا الشارع وهو مقفل حاليا تجده يوميا يكتظ بالعوائل العراقية التي جاءت لغرض الترفيه وكذلك الشباب الذين وجدوا في هذا الشارع ضالتهم لما يحتويه من مطاعم ضخمة ومقاه للانترنت وبقاء هذه الاماكن الى ساعات متأخرة من الليل ومكتظة بالزبائن .
وتقول المواطنة سوزان حميد التي وجدناها في احد المكاتب في شارع الربيعي :ان هذا الشارع يعد احد المعالم المهمة في مدينة بغداد حاليا . فالكازينوهات التي تتواجد فيه الخاصة بالعوائل تستقطب اعداد كبيرة من هذه العوائل وانا ايضا مع عائلتي افضل قضاء بعض الوقت الجميل في هذه الماكن ، فالعراقيون افتقدوا كثيرا الى المراكز الترفيهية التي يستطيعون من خلالها التنفيس عن انفسهم من جراء ارهاصات الحياة وتداعيات الوضع الامني في البلد . لكن ما يزعجني انا وكثير من العوائل هو الارتفاع المستمر في اسعار الاكلات التي تقدمها المطاعم والكافتيريات وحتى السوبر ماركت ، فكان هذا الشارع يضيف رسوما اضافية على البضائع التي تباع فيه ولا نعلم ان هذه ضريبة الامان والراحة التي نبحث عنها في هذا المكان ام حالة الجشع التي تسيطر على نفوس من يمتلكون هذه المطاعم والكافتيريات .
الصورة بعدسة بكر مجاهد
No comments:
Post a Comment