Saturday, February 13, 2016
قبة جامع الحيدرخانة
جامع الحيدرخانة من مساجد بغداد القديمة والتراثية ويقع في شارع الرشيد، ولقد بناه حيدر باشا جلبي بن محمد جلبي الشاه بندر المنسوب إليه والذي دفن فيهِ مع عدد من أفراد عائلتهِ فيما بعد ومن بعدهِ أعاد بناءه وتوسعته الوزير داود باشا الكرجي آخر ولاة المماليك وكان والي بغداد عام 1234هـ/1819م، وفرغ من تعميره وبناءه عام 1242هـ/1827م، وشيد فيهِ مدرسة تدرس فيها العلوم العقلية والنقلية وسماها المدرسة الداودية، وعين فيها المدرسين من أفاضل علماء وأدباء عصرهِ، وتصدر للتدريس فيها العلامة الشيخ عيسى البندنيجي، والشيخ محمود شكري الألوسي، والشيخ رشيد حسن الكردي حيث اتخذ الشيخ رشيد في الجامع غرفة سكن فيها، وآخر من درس فيها الشيخ عبد المحسن الطائي، ثم ولده كمال الدين الطائي، وكانت حافلة بطلاب العلم والأدباء والفضلاء من أهل بغداد. وفيها مكتبة حَوَت مجموعات قيمة من كتب أعلام الأمة ومشايخها.
ثم تم تعميره على عهد السلطان العثماني محمود خان بن عبد الحميد وكان ذلك عام 1242هـ، وفي عام 1311هـ، أعيد تعميره مرة أخرى بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني. ولقد أنشأ داود باشا للجامع محل سقاية ذات نافذة تطل على سوق الحيدر خانة يرتوي منها العطاشى، هدمت فيما بعد.
ويعتبر جامع الحيدرخانة من أجمل وأتقن جوامع بغداد من الناحية الهندسية، وهو مربع البناء متناسب الزوايا والأرجاء، وفرشه وأزاره من الرخام وأبوابه الثلاثة فخمة ومهيبة، ويحوي مصلى للصيف وآخر للشتاء، فمصلى الشتاء يعلو ذراعين عن الأرض وتعلوه قبة شامخة بالكاشي الملون الأزرق وحولها قبتان صغيرتان ومنارة عالية. أما مصلاه الصيفي فإنّ فيئه وقاية للمصلين من الشمس، وفي الجامع حجرات لسكن القائمين على شؤونه وللمؤذن وطلاب العلم.
وفي عام 1920م، أجتمع في هذا المسجد أعيان بغداد وأنطلقت منه بداية أحداث ثورة العشرين. ولقد أتخذ الملا عثمان الموصلي من الجامع مكاناً لهُ، ولبث خطبه، وتحريك الناس نحو الثورة، حيث جعل من ساحة الجامع موقعاً لتجمع يومي للناس.
وأقيمت في الجامع الاحتفالات الدينية والأدبية والمحلة المحيطة به أخذت أسمها منه فعرفت بمحلة الحيدرخانة وقد سكنها أشراف بغداد وأنجبت العلماء والأدباء.
تقام في الجامع حالياً صلاة الجمعة والصلوات الخمس المكتوبة.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment